بسم الله الرحمان الرحيم
سعى الغرب جاهدا إلى تشويه صورة الإسلام و المسلمين في نظر العالم و في أعين المسلمين أنفسهم بطريقة غير مباشرة و ذلك بغرض نشر الكراهية و الحقد للمجتمع الإسلامي و نبذه بين سائر المجتمعات .
يحاولون الربط بين الإسلام و الإرهاب من خلال التصوير للأفلام و المسلسلات و الدعايات الكاذبة المليئة بالحقد و الكراهية (ولا حول ولا قوة إلا بالله) قال تعالى :" وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْقُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَالَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ" 120سوره البقرة.
يربطون بين التخلف الثقافي و التأخر الصناعي و بين المسلمين الملتزمين فنراهم في اغلب أفلامهم يصورون الشرق الأوسط بالفقر و التخلف والتعصب ثم يأتي البطل المزعوم و يقوم بتحريرهم من تخلفهم و إخراجهم من فقرهم. إلى غير ذلك من القصص الوهمية المختلقة منهم .
ولكن و للأسف نجد الكثير ممن يدعون الانتساب إلى امة نبينا محمد يكتبون قصص و يخرجونها بدعوى محاربة الإرهاب ومحاكاة المجتمعات الإسلامية من الداخل و لا يعلمون بذلك أنهم نشروا سما بين باقي المجتمعات ذات الديانات المختلفة فيكون لها الأثر الابلغ من غيرها من الأفلام الأجنبية و لما لا وهو إنتاج المسلمين أنفسهم و هم اعلم الناس بأحوالهم و أفعالهم و سأذكر قصة مماثلة لهذه الأحوال و ستفهمون بها مقصدي...( عندما بدأ شأن (مسيلمة) يتعاظم في قومه وصار له بين العرب جنود وأتباع ، أرسل الرسول (ص) إليه رجلاً من قومه إسمه (الرجال بن عنفوة الحنفي) كان قد هاجر إلى الرسول (ص) وأسلم وقرأ القرآن وحفظ منه بعض السور ، فأرسله الرسول ليخذل عنه أتباعه ويوضح لهم حقيقته. وعندما صار هذا الرجل بين هؤلاء الناس أخذ يخون الله والرسول ويشهد لـ (مسيلمة) بالنبوة ويزعم أن محمداً قد أعلن له الشركة معه في الأمر، وبذلك غدى الرجل أشد فتنة على الإسلام من (مسيلمة) نفسه).
وهذا نفس الحال الذي يقوم به بعض المخرجين و الكتاب المسلمين:يصورون في مسلسلاتهم و أفلامهم شخصيات ملتزمة على حد قولهم و لكنها لا علاقة لها بالدين و انطلاقا من هذه الفكرة تنشأ الفتن على الإسلام و المسلمين.
صحيح انه يوجد فئة من الملتزمين و الملتزمات عن جهل ملتحون لا تعرف الابتسامة وجوههم يهتمون بالزي و إظهار اللحى ضانا منهم انه هو الالتزام من دون الاهتمام بأخلاق الإسلام و أفعال المصطفى و لكن هذه الفئة القليلة بين المسلمين ,
فلماذا لا يسلط الضوء إلا على الفئة المتعصبة من المسلمين رغم أنها الفئة القليلة بين الملتزمين ؟
لماذا لا نرى في مسلسلاتنا شخصيات متدينة ناجحة اجتماعيا, محبوبة و بشوشة مع أن هناك الكثير منها في مجتمعاتنا ؟
لماذا أيضا نراهم يصورون المرأة المتحجبة على أنها منتهكة الحقوق ومجبورة على لبس الحجاب و ذات أخلاق فاسدة ؟
للأسف يصورون لنا ديننا على انه ما جاء إلا للقتل أو لسفك الدماء و لإهدار كرامة المرأة و انتم اعلم بان ديننا دين السلام و الحقوق .
و يقولون انه دين عادات بدوية قد نقلت لنا على أنها تشريعات ربانية رغم أنهم يقرؤون الآيات و يعلمون جانبا كبيرا من الأحاديث و لكن للأسف من غير إدراك.
يصورون لنا ديننا على انه لم يأتي إلا لإقرار النقائص و انه لم يدع أبدا إلى فضيلة أو إلى مكارم الأخلاق سبحان الله و كل العالم حتى المستشرقين أنفسهم يشهدون بحسن خلق الحبيب المصطفى وهو قدوتنا الذي نتأسى به ,قال تعلى :" لَقَدْكَانَ لَكُمْ فِيرَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَيَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً"
و هذا بعض من أقوال مستشرقين, يقول أستاذ اللغات الشرقية ورئيس مجمع البحوث والآداب في باريس المستشرق الفرنسي كليمان هوار(1854 -1927) في الجزء الأول من كتابه: (تاريخ العرب):
" اتفقت الأخبار على أن محمداً كان في الدرجة العليا من شرف النفس، وكان يلقب بالأمين، أي بالرجل الثقة المعتمد عليه إلى أقصى درجة، إذ كان المثل الأعلى في الاستقامة ".
- وعن رفيع أخلاقه وسامي خصاله وعصمته من الانزلاق في مهاوي الرذيلة يتحدث المستشرق جرسان دتاسي، قائلاً:
" إن محمداً ولد في حضن الوثنية، ولكنه منذ نعومة أظفاره أظهر بعبقرية فذة، انزعاجاً عظيماً من الرذيلة وحباً حاداً للفضيلة، وإخلاصاً ونية حسنة غير عاديين إلى درجة أن أطلق عليه مواطنوه في ذلك العهد اسم الأمين ".
إلى غير ذلك من أقوال...
ولا أراهم فاعلون ذلك إلا لأنهم يحقدون على الإسلام ويقولون أنهم يدعون إلى التحرير من القيود( التي فراضها لنا ربنا جل و على) و لا يعلمون أنهم يقومون بتشويه صورة الإسلام أمام العالم اجمع أو بالأحرى يتغاضون عن ذلك و كل هذا بدعوى التقدم و التفتح ومحاربة الإرهاب
أحبتي في الله
إن الواجب والواقع الراهن يفرضان علينا القيام برسم خطة محكمة لمنع كل الحملات التي تمارس ضد الإسلام والمسلمين وهذا لا يتم إلا ببناء إستراتيجية ذكية لضمان حد معين من التأثير، و إني ادعوا كل الكتاب المسلمين و العلماء و الدعاة بان يضع لهذا الهجوم حدا و أن يقوموا بتوعية المسلمين أمام هذه الحمالات للمحافظة على دينهم ، وبلوغ الهدف المنشود. وعلينا نحن المسلمين أن نعود إلى ديننا و إلى هدي نبينا و أن نرفع راية الإسلام على كل بيت مسلم بإحياء سنة نبينا و المحافظة على فرائضنا وذلك بهدف التصدي لكل اعتداءات و فتن داخلية أو خارجية و أن نحسن من أخلاقنا و معاملاتنا مع المسلمين و غير المسلمين لأجل أن نضع بصمة أمام باقي الشعوب أو ناثر فيهم بأخلاقنا و معاملاتنا فان المعرفة ليست بالأفلام و لكن المعرفة بالمعاملات
فهل وصل الإسلام لاندونيسيا بالمسلسلات ؟
هل وصل الإسلام للشيشان و البوسنة عن طريق الأفلام ؟
كل ذلك كان بحسن الخلق و النية الخالصة و الإخلاص و الصدق مع الله
كانوا أصحاب نخوة و عزة و شرف ودين و عقيدة لا يشقى بهم جليسهم فعلينا أن نعيد النظر في تربية أجيالنا القادمة و أن نصلح أحوال قلوبنا مع ربنا و أنفسنا حتى نعود كما كنًا
الخميس أغسطس 14, 2014 6:13 am من طرف انور ابو البصل
